أزالت شركة بيركشاير هاثاواي التابعة لوارن بافيت شركة «كرافت هاينز» من قائمة الشركات التشغيلية على موقعها الإلكتروني في وقت سابق من هذا العام، وذلك قبل أسابيع من خفض قيمة استثمارها في شركة الأغذية والمشروبات الكبرى ومغادرتها مجلس إدارة الشركة.
أزالت الشركة القابضة التابعة للمستثمر الشهير «بيركشاير هاثاواي» شركة «كرافت» من صفحة الشركات التابعة لها في أبريل نيسان، بحسب ما توصل إليه موقع «بيزنس إنسايدر» باستخدام أداة «واي باك ماشين»، وهي أرشيف رقمي يحتفظ بنسخ مؤرشفة من صفحات الإنترنت في تواريخ مختلفة.
وتحتسب «بيركشاير هاثاواي» حصتها البالغة نحو 27% في «كرافت» وفق طريقة حقوق الملكية، ما يعني أن بافيت وزملاءه سجّلوا الاستثمار بالتكلفة الأصلية ويقومون بتعديل قيمته الدفترية دورياً لتعكس حصة «بيركشاير» من أرباح «كرافت» أو خسائرها.
في 19 مايو أيار، استقال ممثلا «بيركشاير هاثاواي» في مجلس الإدارة. كما أعلنت الشركة في نتائجها المالية للربع الثاني أنها سجّلت خسارة انخفاض قيمة بقيمة 5 مليارات دولاراً على استثمارها في «كرافت»، ما خفّض قيمته الدفترية لتتطابق مع قيمته العادلة البالغة 8.4 مليارات دولاراً.
اقرأ أيضاً: وارن بافيت يعلق على قرار تقسيم كرافت هاينز إلى شركتين
وقال بافيت وفريقه إنهم أخذوا في الاعتبار «قدرتهم ونِيّتهم» على الاستمرار في الاحتفاظ بالاستثمار إلى أن تتجاوز القيمة العادلة القيمة الدفترية، إلى جانب «حجم ومدة» التراجع في القيمة العادلة، فضلاً عن نتائج «كرافت» التشغيلية ووضعها المالي.
وأضافوا أنهم أخذوا أيضاً في الاعتبار استقالة عضوي مجلس الإدارة، إلى جانب الأنباء التي أفادت بأن «كرافت» كانت تقيّم صفقات استراتيجية محتملة، وخلصوا إلى أن الخسارة غير المحققة على هذا الاستثمار «ليست مؤقتة».
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت «بيركشاير هاثاواي» قد أزالت «كرافت» من قائمة شركاتها التابعة في إطار توجه أوسع للابتعاد عن هذا الاستثمار. إذ إن إدراج «كرافت» في الأساس كان حالة غير معتادة، نظراً لأن الغالبية العظمى من الشركات المدرجة في هذه القائمة هي شركات تابعة مملوكة بالكامل لـ«بيركشاير»، مثل «جيكو» و«سيز كانديز» و«نت جتس» و«بامبرد شيف».
أعلنت شركة «كرافت» في سبتمبر أيلول أنها ستنقسم إلى شركتين، إحداهما تركز على الصلصات والدهنات والتوابل مثل «هاينز» و«فيلادلفيا»، والأخرى تركز على المنتجات الغذائية الأساسية في أميركا الشمالية، بما في ذلك «كرافت سينغلز» و«لانشابلز».
عاونت «بيركشاير هاثاواي» مع شركة «3G كابيتال»، وهي شركة استثمار خاص برازيلية، للاستحواذ على «هاينز» مقابل نحو 23 مليار دولاراً في عام 2013. وبعد عامين، تعاونت الشركتان مرة أخرى لدمج «هاينز» مع «كرافت» في صفقة بقيمة 40 مليار دولاراً.
ومنذ ذلك الحين، واجهت الشركة المدمجة تحديات عدة، شملت تسريحات للموظفين، وإعادة هيكلة للإدارة، وخفضاً كبيراً في قيمة الأصول، وبيع أصول، وانخفاضاً حاداً في سعر السهم، وفرض رقابة صارمة على التكاليف، وتحقيقاً اتحاديّاً في المحاسبة، وتراجعاً مطولاً في صافي الإيرادات بفعل تغيّر تفضيلات المستهلكين.
قال ديفيد كاس، أستاذ التمويل في جامعة ماريلاند ومدوّن قديم لمتابعة أخبار «بيركشاير»، لموقع «بيزنس إنسايدر» في سبتمبر أيلول، إن دمج شركتي «كرافت» و«هاينز» كان «خطأ نادراً» بالنسبة لوارن بافيت.
ومن المقرر أن يتنحى «عراف أوماها»، الذي أمضى العقود الستة الماضية في تحويل «بيركشاير» من مصنع نسيج متعثّر إلى شركة بقيمة تريليون دولاراً، عن منصب الرئيس التنفيذي الأسبوع المقبل. وسيتولى خليفته الذي اختاره بافيت، وغريغ آبل، الرئيس التنفيذي غير المتعلق بالتأمين في «بيركشاير»، قيادة الشركة ابتداءً من أول يناير كانون الثاني.
اقرأ أيضاً: هل يفقد إرث بافيت بريقه؟.. أسهم بيركشاير تتراجع قبل رحيله التاريخي
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي